تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مؤسسة عبد المحسن القطان تحتفي بتخريج فوج مربيات الطفولة المبكرة لعام 2025

رام الله – اختتمت مؤسسة عبد المحسن القطان، يوم السبت 13 كانون الأول 2025، مسار التكوّن المهني لمربيات الطفولة المبكرة، وذلك بتخريج دفعة جديدة من المربيات اللواتي خضن هذه التجربة على مدار عام كامل، بالشراكة مع مركز نعلين للعمل الثقافي/ نعلين.

ارتكز العمل خلال هذا العام، ضمن مسار الطفولة المبكرة، على التعاون مع روضات تقع في منطقة قرى غرب رام الله، من خلال اعتماد نهج "العمل مع الروضة كوحدة تطوير". وقد جرى اختيار خمس روضات من خمس قرى مختلفة، هي: روضة النور النموذجية/ شقبا، روضة الياسمين/ بيت لقيا، روضة أطفال نادي خربثا/ خربثا بني حارث، روضة براعم الجانية/ الجانية، وروضة المشاعل/ دير أبو مشعل.

التحق بالبرنامج طاقم كل روضة، من مديرة ومربياتها، إضافة إلى طالبة أو اثنتين متطوّعتين من كل بلدة، بما في ذلك متطوّعات من بلدة نعلين، وذلك بهدف تمكينهن من اكتساب خبرة عملية في العمل مع الأطفال، وتسهيل دخولهن إلى قطاع التعليم المبكر بثقة، وبأدوات تساعدهن على تطوير ذواتهن المهنية بشكل مستمر.

شكّل نهج العمل مع الروضة كوحدة تطوير تجربة نوعية لكل من المؤسسة والروضات المشاركة. وفي هذا السياق، عبّرت مديرة روضة رياض الياسمين، ياسمين درامنة، عن تجربتها قائلة: "لم تكن هذه التجربة دورة تدريبية، بل كانت رحلة داخلية أعادت ترتيب علاقتي بعملي، وبنفسي، وبمربياتي، وبالأطفال وأهاليهم. كل لقاء حمل معه مساحة حقيقية للنمو؛ نمو كفريق واحد يحمل طاقة مشتركة، ويسعى للعمل معاً من أجل غاية واحدة. فالطفل لا يحتاج معلّمة مثالية بقدر ما يحتاج إلى إنسانة صادقة، متسقة مع نفسها ومع من حولها. عبارة قصيرة، لكنها أعادت ترتيب منظوري لدوري ولدور كل المربيات معي، وجعلتني أراجع طريقتي وأسأل نفسي أسئلة لم أملك شجاعة طرحها سابقاً."

أما المربية في روضة الياسمين، ياسمين عاصي، فقالت: "كانت تجربتي مع مؤسسة عبد المحسن القطان مليئة بالتعلّم والاكتشاف والنمو. ورغم أنها انتهت رسمياً، إلا أنها شكّلت بالنسبة لي بداية مختلفة لمسيرتي المهنية والتعليمية مع أطفال روضتي وزميلاتي وإدارتي. أخرج اليوم من هذه التجربة وأنا أحمل في داخلي طاقة إيجابية وحماساً كبيراً لتطبيق كل ما تعلّمته، مؤمنة بأن كل فكرة صغيرة يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في عالم الطفل."

بدورها، قالت مديرة روضة النور النموذجية، المربية عفاف حسان: "بدأت ألاحظ التغيّر الذي طرأ على مربياتي؛ أصبحت مداركهن أوسع، ولم يعدن يقبلن بأساليبهن القديمة في العمل مع الأطفال. أصبحن يستحضرن كل لحظة مررن بها في الورشات، ويتشاركنها معاً، ليقدّمن للطفل شيئاً مختلفاً ونوعياً يحترم قدراته."

ومن جانبها، قالت المتطوّعة في البرنامج، إسراء خواجة: "منذ اللقاء الأول بدأ شيء ما يتغيّر داخلي. انجذبت بشدّة لما كان يُقدّم لنا، وشيئاً فشيئاً بدأت رحلة التعلّم والمعرفة، وغصت في عالم الطفولة والأطفال؛ عالم لم أكن أفهمه، ولم أكن أظن أنه سيصبح قريباً إلى قلبي بهذا الشكل."

أما المختصّة التربوية في مجال الطفولة المبكرة في المؤسسة، فيفيان طنوس، والتي رافقت المربيات والمعلمات طوال هذه المسيرة، فقد وصفت التجربة بأنها مسار في بناء مجتمعات حيّة للتعلّم والممارسة. وأشارت إلى أن المربيات امتلكن فرصة واسعة للعمل معاً داخل الروضة وخارجها، حيث فكّرن وخطّطن وجرّبن وطوّرن أدواتهن جنبًا إلى جنب، وتشاركن المعرفة والخبرة، ما أسهم في تشكيل رحلة نمو على المستويين الإنساني والمهني. وقد ترك ذلك أثراً واضحاً في المربيات، وفي أطفالهن، وفي صفوفهن التي تحوّلت إلى مساحات تنبض بالحياة، وروضاتهن إلى مختبرات تعلّم حقيقية مرتبطة بالواقع، وترتقي بمستوى تفكير أطفالهن.